أذكر تفاصيل عام 2012 جيّدًا، لأسبابٍ كثيرة، منها الخاص ومنها العام. كان جوّ بيروت غريبًا في ذاك العام. كأنّها لم تكن عاصمة ولا مدينة… كأنّها كانت ساحة مجاورة لمعركة، تصلها بعض الشظايا وموجات من الغبار. تشبه صالة الوداع في المطار. تشبه الممرّات المظلمة في البيوت
وأذكر معرض بيروت للفن… أذكر الغاليريهات المشاركة فيه. ففي 2012، كانت الحرب في سوريا. وفي 2012 أصبح توافد الفنانين التشكيليين والموسيقيين من ورشهم واستيديوهاتهم الشاميّة والحلبيّة الى بيروت مرئيًّا، ملموسًا، مُعاشًا
أصبحت بيروت، الواجهة التي تعرض وتقدِّم وتُبرِز كلّ شيءٍ مع أضواءٍ وبريقٍ، أولى المدن الحاضنة للورش المستأجرة الجديدة والاستديوهات المبتكرة… ولكن أنا التي رأيت كل هذا، لم أوثّق تلك اللحظات. عشتها وسررت بها ولم أوثقها. فاتني الوقت وساهمت الشظايا وساهم الغبار بخنق تلك الحركة اللا إراديّة عندي بالتوثيق
كذلك خُنقت الحركة الفنيّة سريعًا ولفظت بيروت معظم فنانيها المقيمين والقادمين إلى أماكن أخرى… أو مكانٍ آخر ليس هنا.. لا أعلم